قتل الجيش الإسرائيلي مواطناً فلسطينياً مقعداً بالرصاص وهو داخل منزله في مخيم العين غرب نابلس صباح اليوم الاربعاء, فيما استمرت العملية العسكرية التي ينفذها الجيش في المخيم لليوم الثاني على التوالي وسط تصاعد لاعمال التفتيش والمداهمات لمنازل المواطنين.
وقالت مصادر طبية فلسطينية لـ "معا": "إن المواطن أديب سليم الداموني ( 38عاما) شقيق الشهيد جمال سليم أحد قادة حماس الذي اغتالته اسرائيل عام 2001 في مدينة نابلس, استشهد برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي وهو داخل منزله عندما أصابته طلقة من الرصاص العشوائي الذي يطلقه الجيش الاسرائيلي لترهيب المواطنين, في الرأس حيث استشهد على الفور جراء هذه الاصابة.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت عشرات الطلقات النارية في حارة القاطوني وأصابت الداموني الذي يعاني من اعاقة تلازمه الكرسي المتحرك, بالرأس ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إليه لتقديم العلاج السريع له مما أدى الى استشهاده.
حالة المخيم بعد 48 ساعة من العملية الإسرائيلية:
وقد شلت العملية العسكرية الإسرائيلية الحركة داخل المخيم الذي يتجاوز عدد سكانه 6 ألاف نسمة, بقيام الجرافات العسكرية الإسرائيلية بإغلاق كافة الطرق المؤدية الى مخيم العين بالسواتر الترابية وتوسيع المساحة الأمنية التي كانت قوات الاحتلال تعمل فيها يوم أمس إضافة الى فرض نظام منع التجول في كافة ارجاء المخيم.
وأغلقت مديرية التربية والتعليم في نابلس جميع المدارس في المخيم, وطلبت من الطلبة الذين يدرسون في مدارس قريبة من منطقة العملية العسكرية عدم التوجه الى مدراسهم اذا شعروا بالخطر على حياتهم.
الاحتلال طلب رسميا من الطواقم الطبية مغادرة المخيم:
وقال الدكتور غسان حمدان مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية في نابلس في حديث خاص لـ "معا" إن قوات الاحتلال طلبت رسميا من الطواقم الطبية الفلسطينية إخلاء مركز الخدمات الوحيد في المخيم الواقع على مدخل المخيم الرئيسي الذي يعمل به عدد من الطواقم الطبية الفلسطينية, وعندما رفضوا إخلاءه قال حمدان ان الاحتلال فرض حصارا مشددا على المركز وشل الحركة الطبية.
وأكد حمدان أن العشرات من الحالات المرضية الموجودة داخل المخيم لاتستطيع الطواقم الطبية الفلسطينية من الوصول إليها بسبب عرقلة جنود الاحتلال لتحركات سيارات الإسعاف, لاسيما وان عدداً من المرضى هم من كبار السن وأصحاب الأمراض الذين يحتاجون متابعة طبية يومية مثل حالات الكلي والسكري والضغط والتي بحاجة ماسة وسريعة للعلاج اليومي.
التصعيد من وتيرة العملية العسكرية:
وقالت مصادر أمنية فلسطينية لمراسلنا في نابلس إن جنود الاحتلال صعدوا من عملياتهم داخل المخيم بوتيرة كبيرة حيث أدخل الجيش الإسرائيلي فجر اليوم مزيدا من التعزيزات العسكرية والعشرات من الجنود الى مخيم العين.
وقال شهود عيان إن الاحتلال حول العشرات من منازل المواطنين الى ثكنات ومراكز مراقبة عسكرية, واجبروا سكان هذه المنازل على المكوث في غرفة واحدة لساعات طويلة كما منعوهم من استخدام الهواتف او حتى الحديث مع بعضهم البعض داخل المنزل الواحد بصوت مرتفع.
ويقوم جنود الاحتلال بمداهمة عشرات المنازل وتفتيشها تفتيشيا دقيقا بحثا عن "مطلوبين".