قذائف في ساعة الإفطار: انسحاب الدبابات يتيح الفرصة لتشييع 11 شهيدا بقطاع غزةغزة- معا- من جديد وفي مواكب جنائزية مهيبة عاد قطاع غزة ليودع شهداءه رغم صوم المعزين الذين حملوا الشهداء على الأكف وانطلقوا بهم إلى مثواهم الأخير.
فقد شيعت جماهير غفيرة من قطاع غزة الشهداء الأحد عشر الذين سقطوا امس بقذائف وصواريخ الاحتلال في غارتين تزامنت إحداهما مع موعد الإفطار عندما سقطت قذيفة على منزل أحد المواطنين بينما كان يهم وعائلته بتناول إفطارهم بعد يوم صيام.
وانطلقت ثلاثة مواكب تشييع في كل من غزة وجباليا وبيت حانون، حيث شيعت جماهير غفيرة جثامين خمسة شهداء سقطوا بغارة إسرائيلية على جيب كان يستقلونه في غزة في ساعات العشاء أمس الاربعاء والشهداء هم: ايمن دلول، حسن اهل، فوزي الأشرم، اسامة الريفي وسامي الزعيم.
فيما ودعت بلدة جباليا شمال مدينة غزة شهيدها محمد ابو ركبة، وودعت بيت حانون شهداءها" رامي وخيري حمدان، محمد وثائر البسيوني، والشهيد محمد عدوان إلى مثواهم الأخير.
وواكب مسيرات التشييع أعداد كبيرة من المسلحين تخللها عرض عسكري لسرايا القدس في بيت حانون وسط هتافات منددة بعدوان الاحتلال وجرائمه ومطالبة بالانتقام لدماء الشهداء.
والدة الشهيد ثائر البسيوني قالت لـ "معا" وهي بحالة صدمة: "سألني ثائر عما سيتناول على مائدة الإفطار فقلت له ملوخية وبدأت بتحضير وجبة الأرز وقبل أن يجف الماء عنه سمعت ان ابني ثائر استشهد ورأيت جثته بين الشهداء فلم اصدق عيناي".
أمام السيدة التي سقطت قذيفة الاحتلال في منزلها فقالت: "قال لي زوجي ان انقل الطعام إلى غرفة بعيدة قليلا خوفا من سقوط قذائف بالقرب من المطبخ فكان ما طلب ولكن القذيفة سقطت بقربنا وأخذنا نتسارع بالمكان هربا بيننا الجريح والنازف ووجدت زوجة ابني وقد امتلأت بالدماء بعد أن فقدت جنينها وسمعت ان ابني استشهد فخرجت إلى الباب هارعة ورأيت صديق له شهيد حينها علمت ان ابني سيكون شهيدا ولكن بعد وقت قصير جاء ابني حياً يمشي على قدميه والدماء تملأه وقد فارق اعز أصحابه".
انسحاب الدبابات الإسرائيلية التي توغلت في بلدة بيت حانون جزئياً إلى الخلف صباح اليوم أتاح الفرصة لمواطني بيت حانون لتشييع شهدائهم وزيارة جرحاهم بالمشافي.