بدأ نحو 900 معتقل فلسطيني في اسرائيل الاربعاء اضرابا عن الطعام احتجاجا على انباء عن تدنيس للمصحف من جانب شرطيين اسرائيليين الامر الذي نفته اسرائيل.
وقال عيسى قراقع رئيس نادي الاسير الفلسطيني، الجمعية الرئيسية للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين ومقرها بيت لحم "المعتقلون في سجن مجدو بدأوا اضرابهم عن الطعام ولم يتناولوا افطارهم هذا الصباح وقرروا ايضا مقاطعة الزيارات العائلية وادارة السجن".
واكد متحدث باسم مصلحة السجون ان معتقلي سجن مجدو الامنيين في شمال اسرائيل رفضوا تناول الافطار المقدم في زنازينهم.
لكنه اشار الى ان السجناء يملكون طعاما اشتروه من مقصف السجن.
واكد ان جميع السجناء البالغ عددهم 890 التزموا الدعوة الى الاضراب عن الطعام.
واطلقت الدعوة الى الاضراب لثلاثة ايام الثلاثاء الماضي بعدما اتهم معتقلون في سجن مجدو شرطيين اسرائيليين بانهم "داسوا ومزقوا عمدا" نسخا من المصحف لدى تفتيشهم داخل الزنازين عن هواتف نقالة.
لكن مصلحة السجون الاسرائيلية نفت هذه الاتهامات وقال المتحدث الرئيسي باسمها عوفر ليفلر "اجرينا الثلاثاء تفتيشا عاما للمعتقلين وعددهم نحو 1200 في سجن مجدو ولم يتم تدنيس اي مصحف".
وتوجه وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جدعون عزرا ورئيس مصلحة السجون ياكوف غانوت مساء الثلاثاء الى سجن مجدو "للاطلاع على الوضع" بعد الانباء عن تدنيس القرآن.
وقالت مصلحة السجون في بيان انهما "لاحظا خلال الزيارة ان موظفي السجن لم يرتكبوا اي اخلال خلال عملية التفتيش. ومن الواضح ان القضية كلها مجرد استفزاز" من جانب المعتقلين الفلسطينيين.
ووفق المصدر نفسه ان السجناء سلموا ادارة السجن نموذجا "متضررا" من المصحف وصفحات ممزقة، ولكن تبين لاحقا بعد التأكد ان هذه الصفحات "حجمها اكبر بكثير من الكتاب نفسه".
ورغم النفي الاسرائيلي اثارت هذه القضية موجة سخط لدى الحركات الفلسطينية والنواب العرب في الكنيست الاسرائيلي.
وقال عضو الكنيست محمد بركة الذي توجه الى سجن مجدو الثلاثاء "هذه الجريمة النكراء تعبر عن الثقافة السائدة في سلطة سجون الاحتلال الاسرائيلي بين السجانين وافراد الشرطة الذين اعتادوا على التنكيل بالاسرى واهانتهم والمس بمشاعرهم".
واضاف "رأيت بام عيني صفحات ممزقة من المصحف الشريف في شكل لا يدعو للشك، وحاولت ادارة السجن اتهام الاسرى بعمل هذا لاثارة مشاكل، هذه كذبة عارية عن الصحة".
واتهمت حركة "حماس" الثلاثاء في بيان عنوانه "من غوانتانامو الى مجدو" عناصر الشرطة الاسرائيلية بتدنيس القرآن في السجن المذكور.
من جهتها قالت حركة فتح انها "تدين ما اقدمت عليه ادارة سجن مجدو الفاشية من تدنيس وتمزيق ودوس للمصحف الشريف وتعريض المعتقلين فيه لاجراءات مذلة وغير انسانية".
كما استنكرت فتح "ما تقوم به ادارة السجون الاسرائيلية القمعية من اجراءات وحشية وغير قانونية ضد الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين"، محذرة من "خطورة النتائج الخطيرة المترتبة على التصعيد والانتهاكات الاسرائيلية".
وحملت حكومة اسرائيل "مسؤولية انتكاسة الاوضاع وزج المنطقة في اتون الصراع والمواجهة من جديد وتعريض الشعب الفلسطيني لعدوان اسرائيلي يستهدف تقويض التهدئة".
وقال محمد الهندي القيادي في الجهاد الاسلامي "ندين بشدة هذا العمل الاجرامي بتدنيس القران الكريم في سجون الاحتلال" مطالبا الشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية "بالخروج بمسيرات للدفاع عن المصحف".
واضاف الهندي انها "ليست المرة الاولى التي تتم فيها اهانة المصحف في سجون الاحتلال"، مؤكدا انها "اهانة لرمز لمليار ونصف مسلم في العالم".
وكانت وزارة الدفاع الاميركية اقرت في نهاية ايار/مايو بان جنودا اميركيين في قاعدة غوانتانامو "اساءوا" التعاطي مع القرآن خمس مرات، لكنها نفت بشدة رمي نسخة من المصحف في المرحاض كما اكدت مجلة "نيوزويك" قبل ان تتراجع عن معلوماتها تحت وطأة ضغوط من واشنطن.
التوقيع ابن الكتائب